هل سنعتمد على البدائل قريباً، أم أننا نفعل ذلك بالفعل؟

 


هل سنعتمد على البدائل قريباً، أم أننا نفعل ذلك بالفعل؟

فيلم Surrogates (البدائل) لعام 2009، من بطولة بروس ويليس، لم يكن مجرد فيلم خيال علمي، بل كان بمثابة مرآة تعكس مخاوفنا العميقة بشأن التكنولوجيا والهوية البشرية. تخيل عالماً حيث لا يغادر الناس منازلهم أبدًا، يعيشون كل لحظة من حياتهم عبر روبوتات بديلة - أو "بدائل" - ذات مظهر مثالي، تتخذ القرارات، وتتفاعل، وتتحمل المخاطر نيابة عنهم.

السؤال الذي يطرحه الفيلم، والذي يصبح أكثر إلحاحاً مع كل ابتكار تقني جديد، هو: هل نحن في طريقنا لاعتماد البدائل، أم أننا بالفعل نعيش هذه الفكرة بطرق مختلفة؟

تحليل فكرة "البدائل" ومفهوم الغياب

يتمحور الفيلم حول فكرة الكمال الآلي والغياب البشري. البدائل لا تمرض، ولا تتقدم في السن، ولا تُجرح. إنها تمثل الإصدار المُحسّن والخالي من العيوب للذات البشرية. لكن هذا الكمال الاصطناعي أدى إلى عزل البشر تماماً عن العالم الحقيقي، حيث تحول الجسد البشري إلى مجرد جهاز تحكم جالس في غرفة مظلمة.

ما الذي كان الفيلم يتنبأ به؟

لقد تنبأ الفيلم بقوة هائلة للتكنولوجيا في تجميل واقعنا والتوسط فيه. لكن الفكرة لم تعد تقتصر على الروبوتات البديلة؛ بل تطورت لتشمل الأدوات الرقمية التي نستخدمها يوميًا.

البدائل التي نستخدمها اليوم

قد لا نملك روبوتات "بديلة" تسير في الشوارع، لكننا بالتأكيد نمتلك "بدائل رقمية" نعيش من خلالها:

  1. بديل التواصل الاجتماعي (النسخة المثالية): ملفاتنا الشخصية على إنستغرام أو سناب شات ليست نحن بالكامل. إنها نسخ مُختارة بعناية، تم تنقيتها وتصفيتها، تُظهر السعادة والنجاح والكمال. هذا "البديل الرقمي" هو واجهتنا للعالم، وغالبًا ما يضع ضغطاً على هوياتنا الحقيقية غير الكاملة.

  2. بديل العمل الافتراضي (الجسد الجالس): مع تزايد العمل عن بُعد والاجتماعات عبر "زوم"، أصبح حضورنا الفعلي أقل أهمية من حضورنا على الشاشة. نحن نوجه "ذواتنا المهنية" عبر كاميرا الويب، معزولين جسدياً في منازلنا، مما يعكس انعزال الأجساد البشرية في الفيلم.

  3. بديل الواقع الافتراضي (Metaverse): مشاريع الميتافيرس تتجه نحو إنشاء بيئات افتراضية حيث يمكنك شراء الأراضي، وحضور الحفلات، والتفاعل عبر مجسمات رمزية (Avatars) مُحسّنة. هذا هو أقرب شكل مباشر لفكرة "البديل"؛ جسد رمزي يمثلنا في فضاء لا نذهب إليه جسدياً.

كيف نحافظ على التوازن ونستثمر في "الواو" الحقيقي؟

رسالة أكيد واو هي أن التكنولوجيا يجب أن تُثري حياتنا الحقيقية، لا أن تحل محلها.

المنتجات المبتكرة التي نقدمها، مثل الروبوتات الذكية أو الأدوات التعليمية المتقدمة، مصممة لإثارة الإبداع، تشجيع التفاعل المباشر، ومساعدتك على الارتقاء بمستواك في الواقع. هذه الأدوات هي جسر نحو المستقبل، وليست جداراً لعزلنا عنه.

  • استخدم التكنولوجيا لتبني، لا لتهرب: بدلاً من الهروب إلى بديل مثالي، استغل قوة الأدوات المبتكرة لتطوير مهاراتك (الطموح)، التواصل بصدق مع الآخرين (الكرم والتضامن)، واكتشاف إمكانياتك غير المحدودة (رؤية 2030).

في الختام، قد لا نكون قد وصلنا إلى عصر البدائل كما صوّره الفيلم، لكننا بالتأكيد نعيش في عالم يتطلب منا الوعي بحدود استخدامنا للتكنولوجيا. هل نُرسل نسخاً مثالية منا إلى العالم الرقمي بينما نجلس معزولين؟ أم نستخدم التكنولوجيا لتحسين جسرنا بين واقعنا الرقمي وجمال واقعنا المادي؟

فكر في الأمر، ثم عد إلى متجرنا لتمتلك أداة تزيد من "واو" واقعك الحقيقي!


تعليقات